اللواء عمر سليمان رجل مصر الثاني الذي لا نعرفه
الوزير / عمر سليمان
متواضع.. هاديء.. له حضور.. متدين. هكذا يصف الأصدقاء والأعداء اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصري، غير أن الصفة الأقرب هي أنه اطفائي ممتاز للأزمات. وعلى غير عادة السياسيين ورجال السلطة في عشق الإعلام، فإن المسؤول المصري قد يسوؤه ان تتركز عدسات التلفزيون والمصورين الصحافيين عليه، بل يود أن ينجز المهمات الموكلة إليه بهدوء موقناً أن السرية تعزز فرص النجاح. ليس غريباً على جهاز المخابرات المصري بأكمله أن يكون عزوفاً عن العلنية، فقد مرت سنوات طويلة كان الجهاز فيها مصنعاً للأبطال الحقيقيين الذين لايعرفهم أحد. لم يكن رفعت الجمال ابرزهم وإن حظي بالشهرة. وكان الهدف وقتها هو اثبات ان «الموساد» الاسرائيلي ليس اللاعب الاستخباراتي «رقم 1» في المنطقة وأن ما يشاع عنه مجرد أساطير زائفة ليست بأفضل حال من أسطورة جيش اسرائيلي الذي لا يقهر.
واذا كانت أسطورة «جيش الدفاع» قد انتهت بعبور القناة في حرب اكتوبر 1973، وجرى سحقها تماماً بالهروب من لبنان في مايو 2000، فإن اسطورة «الموساد» لقيت المصير نفسه بكشف جزء يسير من ملفات المخابرات المصرية.
وبسبب مواصفاته الشخصية، يحظى عمر سليمان بالتقدير والاعجاب والثقة من كل من يتعامل معهم. فمن النادر ان تجتمع لدى شخص واحد ثقة كاملة بالدرجة ذاتها من أطراف متعادية كما هي الحال مع «حماس» و«الجهاد» والسلطة الفلسطينية والأجهزة الأميركية والاسرائيلية في وقت واحد وهذا الأمر يجعله وسيطاً كاملاً.
في عصر عبدالناصر كان جهاز المخابرات المصرية حضوره الطاغي على المستويين الداخلي والخارجي، غير أن هذا الأمر تبدل على يد السادات ابتداء من منتصف السبعينات ووصل البعض إلى حد وصف ماجرى اثناء تولي رئاسة كمال حسن علي بأنه «تكسير لجهاز المخابرات»، لكن عمر سليمان أعاد للجهاز بريقه وحضوره، وبشكل ارقى مما كان في السابق، فلم يعد هيئة سلطوية ضاغطة في الداخل على انفاس المعارضين أو المنتقدين.
وانما تدخل كثيرا ليطفيء اللهب الداخلي. وبعدما تحول الصراع بين جماعات العنف في الصعيد وأجهزة وزارة الداخلية الى ثأر متبادل، اعاد جهاز المخابرات الأمور الى نصابها، فقلل من تجاوزات وسطوة مباحث أمن الدولة. ولعب دوراً في اطلاق كثيرين من السجناء على ذمة جماعات العنف، واوجد حالة من التراضي العام أو التصالح بين المواطن والسلطة في المناطق المشتعلة، خاصة في صعيد مصر.
وبسبب الغموض الذي يلف اللواء عمر سليمان، فإن اكثرية المصريين لا تعرف ابسط المعلومات الشخصية عنه، أو أين خدم في صمت قبل ان يعرف البسطاء في الشارع اسمه او يشاهدوا صورته عبر الصحف وهو الذى لم تبدأ صلتة بعالم الاستخبارات إلا في منتصف الثمانينات حينما عين قائدا للمخابرات العسكرية عام 1983 وفي عام 1993تسلم رئاسة جهاز المخابرات العامة ليصبح أول رئيس مخابرات يعرف اسمه وتنشر صورته على الملأ .
وحتى العام 2003 لم يكن رئيس المخابرات العامة المصرية عمر سليمان معروفاً سوى في أوساط المخابرات المختلفة ولحفنة من كبار المسؤولين في المنطقة، فالرجل الذي يدير أقوى وأهم جهاز استخبارات في العالم العربي منذ سنوات حافظ على الصورة المعروفة لرجل المخابرات، التي تتسم بالغموض والابتعاد عن الأضواء.
وطيلة السنوات الأخيرة ظل ينظر لسليمان في مصر باعتباره الرجل القوي بعد الرئيس حسني مبارك، وهو الرجل الثقة والساعد الأيمن له، ويميل بعض المراقبين إلى اعتباره نائبا لمبارك عمليا، حتى وان لم يعين في المنصب رسميا، ويرى البعض أنه رجل الظل الذي يمسك بالكثير من أطراف خيوط اللعبة السياسية الداخلية والخارجية في مصر فى حين يرى البعض انه «أهمّ» رجل في مصر او «الحاكم السرّي»، وبحسب خبراء بما يدور في قصر الرئاسة، يشيرون إلى أنه وخمسة من رجاله المختارين، يشكلون مجلس الحكم الذي يدير البلاد ويتّخذ القرارات المهمة والمصيرية، وهو أول من يقابلهم الرئيس حسني مبارك وآخر من يتشاور معهم قبل النوم ، لم يعد عمر سليمان مجرد مدير مخابرات مقرب من مبارك، بل أصبح «الرجل القوى» أو «رجل الظل» أو «الرجل الثاني». كلها مسميات حامت حول الشخصية التي تعاملت معها الصحافة المصرية بمنطق الكتمان المبالغ فيه، رغم ان الصحافة الغربية والاسرائيلية كانت مهتمة به الى حد كبير. ولم تجرؤ صحيفة مصرية على نشر صورة عمر سليمان الا نقلاً عن الصحافة الاسرائيلية، هذا قبل ان يخرج من الكواليس ويؤدي ادواراً علنية سواء في رحلات مكوكية بين القاهرة وغزة أو بعد ذلك في دارفور واليمن أو على مستوى العلاقة المتذبذبة بين نظام مبارك والولايات المتحدة.
أما في الواقع الامني والسياسي الحاليين فإن عمر سليمان، هو المسؤول عن ملف إدارة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي من جانب مصر، فهو المسؤول الأول عن تقديم المشورة للفلسطينيين، سواء في التقديرات السياسية أو بشأن تنفيذ الاصلاحات الأمنية، ووكانت فكرة توحيد أجهزة الامن، الجيش والمخابرات الفلسطينية، في ثلاثة أو اربعة أطر فقط هي فكرة مصرية وتحديداً فكرة سليمان شخصياً هذا بالاضافة الى تولية لملف العلاقات مع السودان خلال فترة التوتر منتصف التسعينات والتى كانت بمثابة اولى ملفاته الخارجية بعد تولية منصب رئيس جهاز المخابرات.
ولا يبالغ المرء إذا أشار إلى أن هناك ما يشبه الاتفاق الضمني غير المعلن بين شتى الفرقاء والاتجاهات السياسية في مصر على اعتبار أن سليمان رجل وطني قبل كل شيء، يؤمن تماماً بأن مصر ينبغي أن تلعب الدور الأساسي في الشرق الاوسط، لهذا يعتبر "الإرهابَ" علي اختلاف منابعه تهديداً رئيسياً ليس لاستقرار الشرق الأوسط فحسب، بل ولاستقرار النظام المصري ذاته ، بل وتذهب بعض التحليلات الغربية لتوجهاته ابعد من ذلك بوصف ميوله بانها اميل إلى جمهورية عسكرية على الطريقة التركية الجيش فيها حامي النظام ومصر فيها زعيمة للمنطقة .
وفي القاهرة فإنه على الرغم من أن الناس يتحسبون كثيراً في التطرق لأي شأن يخص المخابرات العامة باعتبارها الكيان الامني الاكثر غموضا وحساسية، غير أن اللواء عمر سليمان يكاد يكون المسؤول الوحيد في مصر الذي لا تهاجمه الصحف المعارضة، ولا تمتدحه نظائرها الحكومية ولم تكن تشير إليه من قريب ولا من بعيد، قبل أن تضطره مهامه في الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل الي الظهور من خلف اسوار الظل الحديدية التي يصنعها رؤساء الجهاز الامني المصري او ضباطه حول انفسهم عادة.
وتختلف المخابرات العامة المصرية عن مثيلاتها من أجهزة الاستخبارات الغربية كونها ليست قوية خارج مصر فحسب، ولكنها أيضاً تحظي بمهابة شديدة يكتنفها الاحترام داخل حدودها بصفة خاصة، ومع ذلك فإنه خلافا لرؤساء جهاز المخابرات السابقين وكبار ضباطه الذين كانت شخصياتهم مجهولة إلى حد كبير لعامة المصريين ولم يعرفوا سوي البعض منهم إلا بعد رحيلهم عن مناصبهم او عن الحياة بأكملها، فإن شخصية عمر سليمان أصبحت معروفة لحد كبير لأغلب المصريين بعد أن قرر الرئيس مبارك أن يعهد إليه بمهام الوساطة في تسهيل المفاوضات والاتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين .
في عام 1995، كانت الحرب بين الدولة والجماعات الإسلامية على أشدها، ولأن الأجهزة تمكنت من محاصرة العنف في مصر، بدأ مطاردون مصريون في الخارج يخططون لعمليات مثل مهاجمة السفارات، وبحاسته الأمنية، إضافة إلى المعلومات التي توافرت لديه عن اتجاه عدد من الأفغان المصريين إلى منطقة القرن الافريقي، طلب من الرئيس مبارك ان يستخدم سيارة مصفحة خلال زيارته لأديس أبابا لحضور قمة أفريقية، ورغم تهوين عدد من مستشاري الرئيس من الخطر الذي يدعو مبارك لاستخدام مصفحة، إلا أن عمر سليمان أصر على وجهة نظره ورغم اعتراضات البروتوكول الدبلوماسي، الا ان خطة سليمان نفذت وكان هو بنفسه في جوار الرئيس في المصفحة التي لم يخترقها وابل النيران..
واتضح ان حدس رئيس جهاز المخابرات الذي لم يكن قد اكمل عامين في منصبه كان صحيحاً، فقد حدثت محاولة اغتيال نجا منها الرئيس بفضل نصيحة عمر سليمان، ولو كان الرئيس وسليمان نفسه الذي ركب إلى جواره يستقلان سيارة عادية. ربما لتغير الأمر.
وفي تحقيق لصحيفة "هيرالد تريبيون" رسمت "بورتريه" كامل له، قالت فيه إن سليمان من مواليد 1935، وعين رئيسا لجهاز المخابرات العامة في العام 1993، وقد لمع نجمه في العام 1995، بعد أن أشار على الرئيس مبارك أن يصحب معه سيارته الليموزين المصفحة ضد الرصاص والقنابل وهو في طريقه لزيارة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور مؤتمر القمة الإفريقي .
وتمضي احدى الصحيفة الإسرائيلية قائلة إن عمر سليمان نفسه كان مع الرئيس مبارك داخل السيارة "علي الارجح" عند تعرضها للهجوم بالنيران من مجموعة من الأصوليين المتطرفين، بعد مغادرتها مطار أديس أبابا بقليل، وقد فشلت المحاولة ولكن صدقت نصيحة سليمان لمبارك وأصبح الرئيس مدركا بعدها أن أمنه يستقر في أيد أمينة، وأن الرجل موضع ثقة لا حدود لها .
ولأنه كتوم وله ميزات نادرة، فقد أصبح موضع ثقة مطلقة لمبارك، وهذا مكنه من ان يعرب عن كل ما يعتقده بشكل صريح من دون مواربة، وهذه الميزة جنبت مصر الاقدام على تغييرات كان يمكن ان تجلب سخطاً شعبياً.
ورغم ان المعارضة المصرية كثيراً ما تصب غضبها على رجال السلطة، إلا أن عمر سليمان استثناء من هذا، فهم يكنون له الاحترام ويرون أنه بسبب ماضيه العسكري يمثل صمام أمان ، فقد شغل منصب قائد لواء ثم قائد فِرقة فرئيس لفرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة ورئيس أركان منطقة ثم مدير للمخابرات العسكرية و شارك فى حرب اليمن وحرب 1967 وحرب اكتوبر 1973 وان لم يتم الافصاح عن تفاصيل اعماله في اي من تلك الحروب ، كذلك لم يكشف النقاب عن الدور الذى اضطلع به فى حرب الخليج 1991 وان كان له فيها دور كبير، وهو الوحيد من بين رؤساء المخابرات المصرية الذى يحمل لقب وزير .
وطيلة السنوات الأخيرة ظل ينظر لسليمان في مصر باعتباره الرجل القوي بعد الرئيس حسني مبارك، وهو الرجل الثقة والساعد الأيمن له، ويميل بعض المراقبين إلى اعتباره نائبا لمبارك عمليا، حتى وان لم يعين في المنصب رسميا، ويرى البعض أنه رجل الظل الذي يمسك بالكثير من أطراف خيوط اللعبة السياسية الداخلية والخارجية في مصر فى حين يرى البعض انه «أهمّ» رجل في مصر او «الحاكم السرّي»، وبحسب خبراء بما يدور في قصر الرئاسة، يشيرون إلى أنه وخمسة من رجاله المختارين، يشكلون مجلس الحكم الذي يدير البلاد ويتّخذ القرارات المهمة والمصيرية، وهو أول من يقابلهم الرئيس حسني مبارك وآخر من يتشاور معهم قبل النوم ، لم يعد عمر سليمان مجرد مدير مخابرات مقرب من مبارك، بل أصبح «الرجل القوى» أو «رجل الظل» أو «الرجل الثاني». كلها مسميات حامت حول الشخصية التي تعاملت معها الصحافة المصرية بمنطق الكتمان المبالغ فيه، رغم ان الصحافة الغربية والاسرائيلية كانت مهتمة به الى حد كبير. ولم تجرؤ صحيفة مصرية على نشر صورة عمر سليمان الا نقلاً عن الصحافة الاسرائيلية، هذا قبل ان يخرج من الكواليس ويؤدي ادواراً علنية سواء في رحلات مكوكية بين القاهرة وغزة أو بعد ذلك في دارفور واليمن أو على مستوى العلاقة المتذبذبة بين نظام مبارك والولايات المتحدة.
أما في الواقع الامني والسياسي الحاليين فإن عمر سليمان، هو المسؤول عن ملف إدارة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي من جانب مصر، فهو المسؤول الأول عن تقديم المشورة للفلسطينيين، سواء في التقديرات السياسية أو بشأن تنفيذ الاصلاحات الأمنية، ووكانت فكرة توحيد أجهزة الامن، الجيش والمخابرات الفلسطينية، في ثلاثة أو اربعة أطر فقط هي فكرة مصرية وتحديداً فكرة سليمان شخصياً هذا بالاضافة الى تولية لملف العلاقات مع السودان خلال فترة التوتر منتصف التسعينات والتى كانت بمثابة اولى ملفاته الخارجية بعد تولية منصب رئيس جهاز المخابرات.
ولا يبالغ المرء إذا أشار إلى أن هناك ما يشبه الاتفاق الضمني غير المعلن بين شتى الفرقاء والاتجاهات السياسية في مصر على اعتبار أن سليمان رجل وطني قبل كل شيء، يؤمن تماماً بأن مصر ينبغي أن تلعب الدور الأساسي في الشرق الاوسط، لهذا يعتبر "الإرهابَ" علي اختلاف منابعه تهديداً رئيسياً ليس لاستقرار الشرق الأوسط فحسب، بل ولاستقرار النظام المصري ذاته ، بل وتذهب بعض التحليلات الغربية لتوجهاته ابعد من ذلك بوصف ميوله بانها اميل إلى جمهورية عسكرية على الطريقة التركية الجيش فيها حامي النظام ومصر فيها زعيمة للمنطقة .
وفي القاهرة فإنه على الرغم من أن الناس يتحسبون كثيراً في التطرق لأي شأن يخص المخابرات العامة باعتبارها الكيان الامني الاكثر غموضا وحساسية، غير أن اللواء عمر سليمان يكاد يكون المسؤول الوحيد في مصر الذي لا تهاجمه الصحف المعارضة، ولا تمتدحه نظائرها الحكومية ولم تكن تشير إليه من قريب ولا من بعيد، قبل أن تضطره مهامه في الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل الي الظهور من خلف اسوار الظل الحديدية التي يصنعها رؤساء الجهاز الامني المصري او ضباطه حول انفسهم عادة.
وتختلف المخابرات العامة المصرية عن مثيلاتها من أجهزة الاستخبارات الغربية كونها ليست قوية خارج مصر فحسب، ولكنها أيضاً تحظي بمهابة شديدة يكتنفها الاحترام داخل حدودها بصفة خاصة، ومع ذلك فإنه خلافا لرؤساء جهاز المخابرات السابقين وكبار ضباطه الذين كانت شخصياتهم مجهولة إلى حد كبير لعامة المصريين ولم يعرفوا سوي البعض منهم إلا بعد رحيلهم عن مناصبهم او عن الحياة بأكملها، فإن شخصية عمر سليمان أصبحت معروفة لحد كبير لأغلب المصريين بعد أن قرر الرئيس مبارك أن يعهد إليه بمهام الوساطة في تسهيل المفاوضات والاتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين .
في عام 1995، كانت الحرب بين الدولة والجماعات الإسلامية على أشدها، ولأن الأجهزة تمكنت من محاصرة العنف في مصر، بدأ مطاردون مصريون في الخارج يخططون لعمليات مثل مهاجمة السفارات، وبحاسته الأمنية، إضافة إلى المعلومات التي توافرت لديه عن اتجاه عدد من الأفغان المصريين إلى منطقة القرن الافريقي، طلب من الرئيس مبارك ان يستخدم سيارة مصفحة خلال زيارته لأديس أبابا لحضور قمة أفريقية، ورغم تهوين عدد من مستشاري الرئيس من الخطر الذي يدعو مبارك لاستخدام مصفحة، إلا أن عمر سليمان أصر على وجهة نظره ورغم اعتراضات البروتوكول الدبلوماسي، الا ان خطة سليمان نفذت وكان هو بنفسه في جوار الرئيس في المصفحة التي لم يخترقها وابل النيران..
واتضح ان حدس رئيس جهاز المخابرات الذي لم يكن قد اكمل عامين في منصبه كان صحيحاً، فقد حدثت محاولة اغتيال نجا منها الرئيس بفضل نصيحة عمر سليمان، ولو كان الرئيس وسليمان نفسه الذي ركب إلى جواره يستقلان سيارة عادية. ربما لتغير الأمر.
وفي تحقيق لصحيفة "هيرالد تريبيون" رسمت "بورتريه" كامل له، قالت فيه إن سليمان من مواليد 1935، وعين رئيسا لجهاز المخابرات العامة في العام 1993، وقد لمع نجمه في العام 1995، بعد أن أشار على الرئيس مبارك أن يصحب معه سيارته الليموزين المصفحة ضد الرصاص والقنابل وهو في طريقه لزيارة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور مؤتمر القمة الإفريقي .
وتمضي احدى الصحيفة الإسرائيلية قائلة إن عمر سليمان نفسه كان مع الرئيس مبارك داخل السيارة "علي الارجح" عند تعرضها للهجوم بالنيران من مجموعة من الأصوليين المتطرفين، بعد مغادرتها مطار أديس أبابا بقليل، وقد فشلت المحاولة ولكن صدقت نصيحة سليمان لمبارك وأصبح الرئيس مدركا بعدها أن أمنه يستقر في أيد أمينة، وأن الرجل موضع ثقة لا حدود لها .
ولأنه كتوم وله ميزات نادرة، فقد أصبح موضع ثقة مطلقة لمبارك، وهذا مكنه من ان يعرب عن كل ما يعتقده بشكل صريح من دون مواربة، وهذه الميزة جنبت مصر الاقدام على تغييرات كان يمكن ان تجلب سخطاً شعبياً.
ورغم ان المعارضة المصرية كثيراً ما تصب غضبها على رجال السلطة، إلا أن عمر سليمان استثناء من هذا، فهم يكنون له الاحترام ويرون أنه بسبب ماضيه العسكري يمثل صمام أمان ، فقد شغل منصب قائد لواء ثم قائد فِرقة فرئيس لفرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة ورئيس أركان منطقة ثم مدير للمخابرات العسكرية و شارك فى حرب اليمن وحرب 1967 وحرب اكتوبر 1973 وان لم يتم الافصاح عن تفاصيل اعماله في اي من تلك الحروب ، كذلك لم يكشف النقاب عن الدور الذى اضطلع به فى حرب الخليج 1991 وان كان له فيها دور كبير، وهو الوحيد من بين رؤساء المخابرات المصرية الذى يحمل لقب وزير .
0 التعليقات:
إرسال تعليق